عندما تتجاوز مدخراتك حاجز المليون ريال، سواء عن طريق خطة استثمار قائمة أو بوسائل أخرى، سيكون لديك مساحة اضافية تتيح لك التعامل في استثمارات بمخاطر وعوائد مختلفة عن أسهم الشركات المدرجة في سوق تدوال. ولكن هذا لا يعني التخلي عن استراتيجية الاستثمار التي اتبعتها عندما كانت مدخراتك أقل من ذلك (لديك 100 الف ريال وتريد استثمارها في سوق الأسهم السعودية)

في الحقيقة، تجاوز قيمة المحفظة الاستثمارية حاجز المليون يعني أنه بالإمكان استخدام التوزيعات الدورية لتغطية جزء من المصاريف المعيشية، سواء قبل أو بعد فترة التقاعد، بدون أن يؤثر ذلك على حجم المحفظة بسبب استخدام التوزيعات. على سبيل المثال، ان كانت المحفظة تحقق توزيعات بنسبة 2% و نمو في اصولها بنسبة 2% سنويا فهذا يعني أنه يمكنك الاستفادة من 20 الف ريال “على الأقل” لمصاريفك السنوية، وفي نفس الوقت تنمو قيمة أصول محفظتك بقيمة 20 الف ريال تقريبا “على الأقل” سنويا بشكل مستمر للسنوات اللاحقة.

وعودة للموضوع الأساسي، استراتيجية الاستثمار الإضافية التي يمكن استخدامها في هذه الحالة هي بتخصيص جزء قليل نسبيا للخوض في الاستثمارات البديلة وشركات رأس المال الجرئ (Venture Capital and Alternative Investments) ذات العوائد التي يمكن أن تتجاوز مستوى 10% سنويا، وفي بعض الأحيان 100% سنويا خاصة في شركات ستارتب تقنية أو حتى في بعض الأحيان تقليدية، بحسب الظروف الاقتصادية لكل دولة.

ولتحديد حجم الجزء المخصص للاستثمار في هذه الأصول يمكن استخدام فكرة “حماية رأس المال” التي تقدم عادة لكبار المستثمرين، حيث يتم تخصيص أقل من 20% للاستثمار في هذه الأصول والباقي يتم وضعه في استثمارات آمنة تحقق نسبة نمو بحدود 4% خلال مدة تصل إلى 5 سنوات تسمى Lock-up Period أو “مدة الاستثمار الالزامي” حيث لايسمح فيها التصرف في المحفظة نهائيا.

المميز في هذه الطريقة هو المحافظة على رأس المال مع عدم التفريط في نفس الوقت بفرص الاستثمار المتوفرة في قطاع رأس المال الجرئ والاستثمارات البديلة. ولتحديد الجزء المخصص للاستثمار يجب فهم أنه كلما زاد حجمه فهذا يعني ضرورة زيادة “مدة الاستثمار الالزامي” وذلك لضمان تعويض رأس المال المستثمر في بداية الفترة. على سبيل المثال، ان افترضنا تخصيص 30% من المحفظة للاستثمار في هذه الأصول فالمحفظة تحتاج إلى “مدة استثمار الزامي” يصل إلى 9 سنوات تقريبا بعائدة سنوي 4% على المحفظة. مع الأخذ في الاعتبار أن العائد المتوقع الإضافي من الممكن أن يرفع العائد السنوي للمحفظة إلى أكثر من 10% حتى نهاية مدة الاستثمار الالزامية. (أوي يبقيها كما هي في حال التعرض للخسارة)

الفكرة بحد ذاتها مغرية ولكن تنفيذها ليس بالسهولة التي يمكن تخيلها، فالأبحاث والتحليلات المطلوب عملها لإدارة الاستثمار بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي تحتاج إلى مصاريف وجهد لا بأس به، مما يحتم الاستعانة بالمرخصين من هيئة السوق المالية لإدارة الاستثمار أو على الأقل لتقديم الاستشارة. لذا، تابعوا معنا خلال الفترة القادمة حيث سنتطرق لبعض هذه الطرق بشكل تفصيلي أكبر بإذن الله.