ربح السهم يعتبر مؤشر رئيسي للقيمة السوقية لسعر السهم
من المتعارف عليه في اسواق المال أن أسعار الأسهم تتحكم فيها عوامل متعددة تشمل المالية والأساسية وسلوكيات المتداولين، ولكن ما يقود الأسعار حقيقة هو توقعات النمو في الأرباح السنوية للشركة ممثلة في ربح السهم ومقدار التوزيعات، يليها الأصول التي تملكها الشركة خاصة اذا كانت قيمتها السوقية أعلى من الدفترية، بالإضافة إلى مدى توفر الفرص البديلة للمستثمرين، سواء داخل السوق أو خارجه.
على سبيل المثال، يلاحظ توجه سعر اسمنت السعودية متأثر بالتغيرات في حجم ربح السهم سنة بعد سنة منذ 2014م. فخلال سنة 2014م حقق السهم اسعارا عالية جديدة اتضح لاحقا انها كانت انعكاسا لتقييم السهم بأرباح السنة نفسها بقيمة 7.02 ريال للسهم. في السنة التالية خلال 2015م، بدء سعر السهم في الانخفاض (زادت حدة الانخفاض بسبب هبوط السوق بشكل عام) وذلك لتوقع المستثمرين بشكل مبكر بربح السهم لنفس السنة الذي اعلن لاحقا بقيمة 2 ريال. وفي السنة التالية 2016م تماسك سعر السهم وعاد للصعود ليتضح بعد ذلك في نهاية السنة ارتفاع ربح السهم إلى 5.89 ريال، أعقبه في السنة التالية عودة السهم للهبوط في 2017م تفاعلا مع انخفاض ربح السهم مع نهاية السنة ليصبح 2.96 ريال.
خلال سنة 2019م عاود السهم الصعود مرة أخرى وذلك لتوقع المستثمرين ارتفاع ربح السهم، وهو ما حصل مع نهاية السنة عندما اعلن ربح السنة بقيمة 2.95 ريال. والآن خلال السنة الحالية 2020م نشاهد هبوط السهم الحاد نتيجة لتوقعات المستثمرين بتأثر ارباح الشركة سلبا، مما سيؤدي لاحقا لانخفاض ربح السهم لأقل من 2.95 ريال، وبالتالي انخفاض التوزيعات ايضا.
هذا المثال النموذج استخدم هنا للتوضيح ولكن من غير الضرورة ان تكون العلاقة مباشرة ما بين سعر السهم وربح السهم كما شاهدنا، فبعض الشركات يقيمها المستثمرين بشكل مختلف خاصة عندما تملك أصولا لها قيمة سوقية عالية تجعلهم يقيمون سعر السهم بأسلوب التصفية و بمعزل عن قيمة ربح السهم مؤقتا.
ولكن في النهاية تبقى ربحية السهم المحرك الرئيسي والمستدام لتذبذبات سعر السهم ، ويمكن الوصول لمعلومات ربح السهم السنوي من خلال التقرير المالي السنوي للشركة بقسم قائمة الدخ، ويمكن تحميله من موقع تداول أو موقع الشركة نفسها. (انظر للمثال المرفق)