قبل أن نتعرف على مفهوم نشوة السوق وأهميته للمستثمر أود أن استحضر قوله تعالى في سورة الإسراء:

وَلَا تَمْشِ فِى ٱلْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولً

العديد من المفسرين ذكر أن الآية الكريمة تناقش موضوع التكبر وهذه زاوية مهمة ولكن ما أود الإشارة له هو وصف الحالة التي تصاحب التكبر وهي “المشي في الأرض مرحا” والتي اعتقد بأن المقصود بها الإحساس الذي يحصل للفرد عندما يكون في مرحلة “نشوة” تؤدي به حينها للتكبر تدريجيا بدون أن يدري.

النشوة (Euphoria) هي حالة عظيمة من الفرح والسعادة والراحة النفسية، يعيش فيها الفرد مرحلة خالية من الهموم والمسؤوليات والأمان. هذه الحالة يمكن أن تكون على شكل ردة فعل من حدث سعيد أو ناتجة من استخدام المنشطات والأدوية أو مرض نفسي معين. (التعريف من مصادر متعددة)

ما هي نشوة السوق ومتى تحدث؟

نشوة السوق هي في الحقيقة نشوة الأفراد وتحدث في الغالب بشكل شبه جماعي عند حدوث فقاعة في السوق خاصة لدى المستثمرين الجدد ولكنها تحدث ايضا لدى المستثمرين القدامى أو حتى مدراء الصناديق والماليين أصحاب الخبرة.

أثناء حدوث نشوة السوق تلاحظ موجة تجاهل لدى عامة المستثمرين للقواعد الأساسية للاستثمار بسبب تحقيقهم للأرباح بمجرد الشراء في السوق بدون استراتيجية، فعلى المستوى الشخصي للمستثمر تشجعه نشوته على أن يكون أقل حذرا وأكثر قابلية لأخذ المخاطر بشكل تدريجي حتى في منتجات استثمارية لا يفهمها، وهذا الأمر ينعكس على السوق فتظهر منتجات استثمارية تتجاهل القواعد الأساسية للأسواق بسبب زيادة الطلب عليها من قبل المستثمرين.

وتستمر هذه الحالة حتى تنتهي فقاعة السيولة

كيف تتصرف في مثل هذه الحالات؟

اذا كنت مستثمرا قديما وصاحب خبرة فلا بأس من تخصيص جزء من المحفظة للاستفادة من هذه الموجة المؤقتة، أما اذا كنت مستثمرا جديدا فالأفضل ان تلتزم بأساليب الاستثمار التقليدية لكي تتفادى أن تكون من ضمن قطيع السوق الذي يتعرض للخسارة دائما، وإن كنت مصرّا على الاستثمار في هذه الأدوات الاستثمارية غير التقليدية فالأسلم أن تستعين بمستشار مالي أو مدير محفظة مرخص من هيئة السوق المالية.